أحدث الأخبار
  • 10:53 . "مصدر" تتجه للاستثمار في ليبيا ضمن برنامج لتصدير 10 جيجاواط... المزيد
  • 10:52 . صواريخ "مجهولة" تستهدف مقرا عسكريا للحشد الشعبي وسط العراق... المزيد
  • 10:51 . أسعار النفط على استقرار في ختام تداولات الأسبوع... المزيد
  • 10:51 . أتلتيك بلباو يفرط في فرصة الاقتراب من المربع الذهبي بالدوري الإسباني... المزيد
  • 10:48 . السوداني: العراق لن يكون منطلقاً للاعتداء على تركيا وزيارة أردوغان ليست عابرة... المزيد
  • 11:00 . بعد الخسارة أمام اليابان.. "الأبيض الأولمبي" يفقد آماله بالوصول إلى أولمبياد باريس... المزيد
  • 09:20 . وزير الخارجية الإيراني: الهجوم الإسرائيلي على أصفهان لم يخلف أي خسائر... المزيد
  • 08:47 . حاكم الشارقة يوجه بحصر وتقييم الأضرار الناجمة عن "التأثيرات الجوية"... المزيد
  • 08:35 . عقوبات أوروبية وأميركية على مستوطنين إسرائيليين متطرفين... المزيد
  • 07:14 . قيادي بحماس: "العدوان الإسرائيلي" على إيران تصعيد ضد المنطقة... المزيد
  • 07:13 . الهجوم على إيران.. الإمارات تدعو لضبط النفس وتجنب التصعيد... المزيد
  • 11:48 . حملة دولية: قانون الجرائم الإلكترونية ومكافحة الإرهاب يقيد حرية التعبير... المزيد
  • 11:46 . "وول ستريت جورنال": إدارة بايدن تسعى لتطبيع "سعودي إسرائيلي" مقابل دولة فلسطينية... المزيد
  • 11:45 . "فلاي دبي" تلغي رحلاتها إلى إيران اليوم... المزيد
  • 11:44 . بعد انفجارات أصفهان.. عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الإيراني التطورات الخطيرة في المنطقة... المزيد
  • 11:05 . رغم تأييد 12 دولة.. "فيتو أمريكي جديد" ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة... المزيد

نسافر لنعي نعمة الوطن

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 07-08-2017


نحن لا نسافر هرباً من الحياة فالحياة نفسها موجودة في كل مكان نذهب صوبه، الحياة لا تتغير، ما يتغير هو شكلها، ألوانها، ملامح الناس هناك وطريقة أحاديثهم، وربما أوقات طلوع الفجر وغروب الشمس والطريقة التي يغازل بها الرجال النساء، مساحة التحرر التي تحدد لهم شكل ثيابهم وعلاقاتهم، هذا أيضاً لا يعني عدم وجود أناس يهربون من ذواتهم وأنفسهم سعياً لذوات أخرى هناك يتمنون أن يكونوها لكنهم لا يستطيعون دفع كلفتها في أوطانهم!

كما أننا لا نسافر هرباً من أوطاننا لأي سبب كان، فالوطن يسافر معك حيثما ذهبت، تحمله في جواز سفرك، تقاطيع وجهك، غطاء رأسك، اسمك، وفي رائحة ثيابك، وحين تكون في مجلس عذب هناك في البعيد فلا يمر ببالك إلا الرفاق والإخوة ومرابع اللهو والطفولة، انت ابن وطنك وأرضك وتاريخك وبيئتك في أول الأمر ومنتهاه، وحتى الذين يهجرون أوطانهم مكرهين يحملونها معهم.

نحن نسافر لنستمتع بالحياة في اتساع مختلف وتحت سماوات أخرى لا أكثر، قد يكون في الأمر هروب من حكاية ما، من ضغوطات ملتبسة، من أحد أو إلى أحد ما، هذا الأمر وارد جداً، نحن نسافر لكي نعرف ماذا يحدث هناك وراء خط الأفق، تماماً مثلما كنا صغاراً نجلس على شاطئ البحر نرمي أبصارنا باتجاه المراكب البعيدة التي نظنها مربوطة بأوتاد في السماء هناك، ونظل نسأل: ماذا وراء تلك السماء؟ ماذا بين المراكب والشمس؟

ماذا في آخر مدى البحر والمحيط، ماذا تحت السماوات الزرقاء الغائبة عن أبصارنا والتي رأيناها في قصص الطفولة وأفلام السينما، أنا أعترف بأنني توهجت بكل جوارحي للسفر إلى توسكانيا بعد أن شاهدت (دايان لين) في ذلك الفيلم تهجر أميركا وحياتها، وتقبل بتذكرة الطيران من صديقتها وتسافر إلى إيطاليا بعد طلاقها واكتئابها، إلى سهول توسكانيا المتوهجة، لتدع الصدف تقود حياتها «تحت شمس توسكانيا» هذا هو عنوان الفيلم!

نحن أيضاً نسافر ونترك أنفسنا وأعيننا وقلوبنا وأرواحنا متفتحة ومفتوحة على مصاريعها، نستقبل الهواء والشمس والخبرات والطاقات الإيجابية، ونرى الفرق بين هنا وهناك، بين نعمة الأمان والوطن والعائلة والترحاب والتفهم والكرم والمودة، وبين هناك حيث لا يوجد من هذا إلا أقل القليل.

وحيث الجميع بعيد ومختلف ولا يعنيه أمرك، أنت سائح، غريب، مهاجر، طير صغير تعبر مدارات مدنهم، لتعود ممتلئاً بالحنين والوله لرائحة أمك وبيتك وشوارع بلدتك، وتلك العيون الحقيقية التي تستقبلك بمحبة وبأدب وبمنتهى الذوق. كم اشتقت لدبي في سفري الأخير وكم حمدت الله على نعمة دبي ونعمة الإمارات كلها!